دأ الإلتفات إاليه مؤخرا بشكل أوسع وخاصة لتزايد حالات ظهوره، والتوحد هو مرض يظهر واضحا لدى الأطفال من سن الثالثة وتظهر علاماته مبكرا منذ السنه الأولى فى عمر الطفل.
ليس له أسباب مؤكدة حتى الآن وإن كانت معظم الدراسات تشير إلى أن السبب هو اضطرابات جينية وكيماوية فى الجسم، وازدادت الحالات مؤخرا بسبب زيادة التلوث البيئى حول الإنسان, وتشير دراسة أمريكية أن طفل من كل 175 طفل يصابون بمرض التوحد.
وبإمكان الأهل معرفة إن كان طفلهم يعانى من التوحد مبكرا إذا ظهرت عليه الأعراض التالية:
1- منذ السنه الأولى لا يلتفت الطفل إلى من يناديه
2- عندما يتحدث معه الأهل عن أشياء لا ينظر إليها
3- تأخره فى تعلم مهارة الابتسام وفشله فى التواصل البصرى مع من حوله
وإن كانت هذه الأعراض لا تؤكد تماما إصابه الطفل بالتوحد إلا إذا تبعها أعراض أخرى تظهر منذ السنه الثالثة مثل عدم تفاعل الطفل اجتماعيا مع من حوله وميله للوحدة والعزلة.
وأيضا تكرار تصرفات جسدية أكثر من مرة مثل هز الأرجل أو الأيدى بشكل مبالغ فيه والتوقف عن الكلام فجأة بدون سبب ولمده ليست بقصيرة, ونجد أيضا أن الطفل المصاب بالتوحد يميل لألعاب الترتيب والتلوين والألعاب الفردية وينصرف تماما عن ألعاب التخيل والإثارة والألعاب الجماعية.
ونلاحظ أن الطفل المتوحد لا يستطيع إظهار مشاعره وعواطفه كالبكاء والضحك ويصاب سريعا بنوبات الغضب العنيفة على أبسط الأسباب, وعلينا أن ننتبه أن هذه الأعراض تظهر بصورة متفاوته فى القوة من طفل إلى آخر ولا يشترط اجتماعها كلها فى طفل واحد، بل يظهر بعض منها فقط لدى الطفل المتوحد .
لا ينتبه الكثيرين فى عالمنا العربى إلى مرض التوحد إلا فى مراحل متأخرة، وذلك لعدم وجود وعى كاف لدى الأهل بهذا المرض، ولا يمكن للأهل وحدهم علاج التوحد فلعلاجه يجب توافر طبيب نفسى متخصص للأطفال وأخصائى تخاطب ومساعد اجتماعى متخصص ومتخصص فى التعامل مع الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة.
ومع هذا الفريق على الأهل أن يوفروا للطفل جو مناسب فعليهم إمداد الطفل بالحنان والحب حتى لو ظهر رفض على الطفل للمشاعر فهو رفض خارجى فقط، لأنه لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره وأيضا توفير مكان مخصص للطفل داخل المنزل يجلس فيه ويشعر فيه بالراحة والأمان.
بالإضافة إلى تعزيز ثقة الطفل بنفسه بمدحه دائما وخاصة أمام الناس وعدم عقابه أمام الغرباء مهما كان السبب، وأخيرا على الأهل الاشتراك مع الطفل فى روتينه اليومى ليشعر بأهميته لدى من فى المنزل .
التوحد هو مرض العصر لدى الأطفال ومع تزايد التقدم والتطور والتلوث فى العالم يزداد عدد الضحايا من الأطفال، وأقل ما يمكن تقديمه لهم هو الحب والحنان والمساندة من مؤسسات المجتمع .